الأحد، 11 مارس 2018

ترجمة وتلخيص كتاب " التربية الإيجابية للمراهقين " الفصل 1 الجزء 2





اتكلمنا المرة اللي فاتت عن نظرتنا المثالية لسلوكيات أولادنا المراهقين وان تصرفهم على وجه مثالي مضر ليهم طيب تيجوا نعرف مع بعض إيه اللي أولادنا بيحتاجوه في الفترة دي ؟؟


المراهق والمراهقة في المرحلة العمرية دي شغلهم الشاغل يجاوبوا على سؤال محوري جدا في حياتهم بيتوقف عليه حاجات كتير جدا بيتوقف عليه شكل وطريقة نموهم .. بيتوقف عليه نظرتهم لأنفسهم ولغيرهم .. و بيتوقف عليه شكل علاقتنا بيهم بعد كدة .. السؤال ده هو " أنا مين ؟؟ !! " ..


في المرحلة العمرية دي بيحتاجوا جدا يختبروا " فرديتهم " وشعورهم بالقدرة والسيطرة والكفاءة وعلشان يختبروا فرديتهم بيسلكوا بعض السلوكيات اللي بتبدو لنا سلوكيات سيئة أو مقلقة وصعب التعامل معها ..


السلوكيات دي ممكن نجمعهم في 8 سلوكيات رئيسية بيختبر بيها المراهق / المراهقة  مفهوم " الفردية " وهم :



1- وجود أسرار في حياتهم بيشاركوها مع أصحابهم فقط أو بحتفظوا بيها لنفسهم .. زي مكالمات بنتك مع صاحبتها بصوت واطي وإزاي بتخبي كراساتها وتقفل عليهم بالمفتاح .. وابنك اللي بيخبي عليك هو رايح فين وغيرها من الواقف اللي بتكون مصدر قلق للأهل وبتدفعهم لاختراق الأسرار دي مما يزيد حرص الأبناء على وجود أسرار أكثر ويبدأوا يفقدوا الثقة فينا علشان بنفتش وبنراقب وبنتجسس على المكالمات في حين ان ساعات كتير مابيكونش فيه شئ غلط ولكن مجرد رغبة في الإحساس بأنهم كائن منفصل منفرد بذاته عن أي فرد آخر في المنزل له خصوصياته وأسراره وده تطور طبيعي وضروري.


2- التمرد .. لو حانغير اسم المرحلة دي من " المراهقة " وحبينا نحط اسم تاني حايكون أفضل اسم هو مرحلة " التمرد " فالتمرد هو السمة المميزة جدا للمرحلة دي واللي اغلبنا بيعرف ان الابن او الابنة أصبحوا مراهقين  بسبب ظهور بوادر التمرد على كل شئ وأي شئ .. بيتمرد على قيم أسرته ومجتمعه ، على التقاليد ، وعلى التعاليم الدينية .. كل القواعد اللي اتربى عليها بتكون تحت الاختبار وبيبدأ يختبر ثباتها وجديتها ومدى تمسكنا بيها .. كل تصرفاتنا بتكون تحت المنظار وممكن جدا نسمع سخرية وتعليقات لاذعة منهم عندما نخطئ او نقول حاجات مش عاجباهم .. التمرد ده مفيد لأنه بيمرنهم على الانفصال الفكري والمادي بيعلمهم التفكير الناقد وبيحتاجوا مننا تفهم ودعم واحتواء وحوار منطقي وان كل المواضيع قابلة للنقاش مفيش عيب أو حرام لأننا لو قفلنا في وشهم الباب غيرنا حايفتحه والله اعلم أفكار غيرنا شكلها إيه ..


3- من سمات المرحلة دي التطورات العاطفة العنيفة التي ينتج عنها تقلبات مزاجية كثيرة فجأة فرحانة ومبسوطة وطايرة في السما وبعدها بساعة حزينة وبتبكي والدنيا سودة في عينيها ده غير التطورات الجسمانية الكبيرة اللي بتحصل وبتخليهم علطول مرهقين وعضلاتهم ومفاصلهم بتوجعهم عايزين يناموا كتير وبيصحوا بالعافية ونضيف على كدة التطور المعرفي والفكري في دماغ المراهق اللي بيخليه بيفكر بشكل مجرد أكثر وفي مواضيع مصيرية وعميقة وفي نفس الوقت الجزء الفسيولوجي الدماغي مازال في مرحلة النمو فالفص الجبهي الأمامي المسئول عن الضمير والأخلاق والتفكير في عواقب الأمور لم ينمو بشكل كامل وبالتالي فردود الأفعال مازالت صعب السيطرة عليها وده بينتج عنه غضب سريع ، انفعالات حادة،  حساسية زائدة ، اندفاع وتهور .. وده بيضع الآباء في حيرة إزاي ابني بيتكلم في موضوعات عميقة كدة وفي نفس الوقت بيتصرف تصرفات مندفعة وغير مسئولة هو كبير ولا لسة طفل ؟؟!! هو نفسه مش عارف ليه بيحصل ده وتعبان من اللخبطة دي ودي مهمتنا اننا نطمنه ونعلمه مهارات التحكم في الغضب والتعبير عن المشاعر .( حانتكلم عليها أكتر في الفصل السادس )


4- علاقاتهم بأصدقائهم بتطغى على علاقاتهم بأسرتهم .. وده مفيد  لتجربة مراحل الانفصال عن الأهل تدريجيا .. بالإضافة إلى ان أصحابهم بيتكلموا بنفس لغتهم ولهم نفس اهتماماتهم ، مش بينتقدوهم فبيشعروا انهم على سجيتهم معاهم .. دورنا اننا ماناخدش الموضوع بشكل شخصي .. نتجنب صراعات القوى ومين حايفرض رأيه على التاني .. ويكون الوقت اللي بيقضوه معانا مريح ومبهج مش مليان انتقاد وتعليقات مستفزة  لحد المرحلة دي ماتمر بسلام ويرجعوا أصدقاء ناضجين لينا .


5- بيختبروا قوة شخصيتهم .. بمعني أدق بيحاول يثبت " انا قوي"  ، "انا ليا اختياراتي " ، والأهل بيتصدموا لما بيسمعوا آراء الآخرين في أولادهم وانهم متميزين ومهذبين ..طب بيعملوا معانا احنا كدة ليه ؟؟ الابن بيشعر بالأمان مع أهله ولذلك بيجرب نفسه معاهم وهو عارف انهم بيحبوه .. في الغالب بناخد الموضوع بتحدي وبتبدأ الصراع على السلطة اللي في الغالب بيكسبه الابن لأن نفسه أطول وماعندوش حاجة يخسرها .. فالمراهق الذي يشعر بأمان أكثر في بيته وبين أسرته بتمر مرحلة اختبار الفردية بدون أعراض جانبية سلبية مزمنة .. حايحتاجوا دعمنا لاستكشاف نفسهم بطرق مهذبة.
6- الحاجة للخصوصية .. مع كثرة التغيرات العاطفية وانشغال أذهانهم وكثرة تفكيرهم في كل شئ وأي شئ فبيحتاجوا الاختلاء بنفسهم لوقت أطول .. ساعدوهم على ده بدون تأنيب وحاولوا تجذبوهم للجلوس معكم بكثرة الحوار الودي الخالي من النقد واللوم واسألوهم  " عايزين تتكلموا فإيه ؟؟ " .


7- المراهق بيشوف آباءه مصدر حرج ليه أمام أصدقاءه  وعلشان كدة بيحاول مايظهرش معاهم في تجمعات عائلية أو ينزل معاهم في مكان ممكن أصحابه يشوفوه فيه .


8- المراهقون شايفين نفسهم قادرين على كل شئ ومفيش حاجة تقف قصادهم وانهم بيعرفوا في كل حاجة .. فالأم اللي دايما بتحمي ابنها من حاجات مختلفة وبتلاحقه بخلي بالك كل كذا وماتكلش كذا البس تقيل علشان ماتبردش وافطر علشان ماتجوعش ابنها بيعمل العكس تماما حتى لو على حساب نفسه لمجرد انه يثبت لنفسه انه ليه قواعد خاصة بيه مختلفة وممكن تكون افضل من قواعد اهله.


بعد كل ده ممكن بعض الآباء يعترضوا على كدة ويكون لسان حالهم " يعني نسيبهم على حل شعرهم ؟؟!!" أكيد لأ لكن حانقول حاجة بسيطة جدا .. ماتكونش سبب في إشعال فتيل التمرد .. وافتكر انها مسألة وقت ( 1-5 سنوات ) وتخف حدة السلوكيات دي .. الوقوف على كل موقف وأخذ السلوكيات بمحمل شخصي حايحولها لقضية ويطيل استمرارها ويعيق من عملية النمو الطبيعية ..


فاسترخوا واستمتعوا بأبنائكم وخذوا بأيديهم ليعبروا المرحلة بسلام وعلاقتكم بيهم تصبح أقوى ..


زي ماقلنا قبل كدة مش كل المراهقين بيمروا بكل السلوكيات دي وفيه بعض المراهقين المراهقة بالنسبة لهم نمو جسماني فقط ماتقارنوش أولادكم بأولاد أصحابكم وأخواتكم لأن كل مراهق ومراهقة بصمة لوحده ..


أعاننا الله وإياكم على ذلك .. وفي النهاية كل الخطوات والأدوات اللي بنتعلمها مجرد أسباب مأمورين بالأخذ بيها ولكن يبقى الدعاء لله سبحانه وتعالى هو السلاح الأقوى ..

هناك تعليقان (2):