الأربعاء، 13 ديسمبر 2017

ترجمة وتلخيص كتاب " التربية الإيجابية للمراهقين" الفصل 1 الجزء 1





ولادي اتغيروا... ليه وإزاي وامتى؟!!
في البداية مش حانتكلم على المشاكل وإزاي نحلها والأدوات ولكن زي ما اتفقنا في المقدمة إننا علشان نظرتنا لأولادنا تتغير ونبدأ نتبنى طرق وأدوات جديدة في التعامل معاهم لازم يكون عندنا وعي بأهمية التغيير ده وأن التعب في سبيل إننا نتغير يستحق ويستاهل وعلشان كده الفصول في بداية الكتاب بتتكلم عن كده عن أهمية التغيير وليه هو مهم..

ودلوقتي حانتكلم عن إمتى أقول إن ابني أصبح مراهق؟؟

لاحظت الكثير من الأمهات بتسال أنا ابني عنده كذا هل يعتبر مراهق؟؟ أنا بنتي عشر سنوات ولكنها تتصرف كالمراهقين فهل هي في فترة المراهقة أم مازالت صغيرة؟؟

تعودنا في الأجيال السابقة أن المراهق والمراهقة لا يدخلون هذه المرحلة إلا بالبلوغ وهذا ليس صحيحا لأن كده احنا اختزلنا التغيرات التي تحدث في هذا السن بالتغيرات الجسمانية فقط ولكن إذا نظرنا إلى التغيرات التي تحدث لأبنائنا في هذا العمر وتعطي لهذه المرحلة طابعها المميز حانلاقي ان التغيرات دي بتشمل جوانب مختلفة عقلية ونفسية واجتماعية وعاطفية وعلشان كده بدأت الأبحاث الحديثة تشير إلى أن فترة المراهقة مالهاش دعوة أوي بالسن وإن كان الغالب عليها أن تبدأ في العاشرة وتنتهي في العشرين وربما في الخامسة والعشرين وإن كانت تمتد مع البعض لأكثر من ذلك..

طيب دلوقتي عايزين نتكلم عن مخاوف الكثير من الأمهات - إن لم يكن جميعهم - التي تظهر مع بداية دخول أبناءنا هذه المرحلة وأغلب ردود أفعالنا بتكون نابعة من الخوف ده..
ابني او بنتي اتغيروا جداإزاي؟؟ ينام كتير - يسمع موسيقى صاخبة - يعترض على القواعد - تمرد على كل شئ - مابقاش يصلي زي زمان - مش عاسز يحفظ قرآن - طريقة لبسها اتغيرت - نوعيات أصدقائها اختلفت - علطول قاعدين لوحدهم - وممكن تصل حالات التمرد لدرجات خطيرة زي شرب السجائر وأشباهها وماكانوش كده ابدا واحنا خايفين يكبروا على اللامبالاة دي والاستهتار والكسل وغيره من التصرفات الجديدة اللي احنا شايفينها في أولادنا..

لكن لو نظرنا لنفسنا هل مازلنا زي ما احنا من أيام مراهقتنا ماتغيرناش لحد دلوقتي؟؟ هل احنا مازلنا زي ماحنا من خمس سنوات فاتوا؟؟
فالهوية او الشخصية هي مسألة دائمة التغير والتشكل والنضج فالخبرات والمواقف والصعاب اللي بنمر بيها تجعلنا نغير ترتيب اولوياتنا وبتخلينا نعيد النظر للأمور وبالتالي "فشخصية المراهق الحالية ليست تعني ما ستكون عليه في المستقبل" وده بيفتح باب أمل كبير لجدوى تغيير أسلوبنا ومعاملتنا مع أبنائنا.

طب احنا عايزين أبنائنا إزاي؟؟ إيه الصورة الذهنية اللي لو أولادنا كانوا عليها حانكون مرتاحين ومطمئنين؟؟
متحمل للمسئولية - متفوق في دراسته - بطل رياضي - بيشتغل في الصيف - مرتب ومنظم - بيحترم الآخرين وخاصة الأصغر منه وبيعطف عليهم - مش بيضيع وقته في التفاهات؟؟!!!

إيه رأيكم في الصورة المثالية دي؟؟ إيه مشاعركم دلوقتي؟؟ طب تعالوا نفكر مع بعض لو فيه مراهق أو مراهقة بالصورة دي فعلا
• هل حايكون متقبل من المحيط الاجتماعي اللي هو فيه خاصة من أصدقاءه؟؟
• هل أنت شخصيا حاتشعر بالراحة في التعامل مع مراهق بمواصفات ناضج؟؟
• هل المراهق اللي بيتصرف بالمثالية دي بيكون سعيد ومش مضغوط؟؟ أي تصرفاته دي نابعة منه ومش مجرد قشرة بيلبسها علشان يرضينا؟؟
• هل بنطلب من أولادنا يكونوا كده واحنا عمرنا ماكنا بالمثالية دي ولا حتى لما أصبحنا ناضجين ومتحكمين في حياتنا بشكل أكبر؟؟

الشخصية المثالية دي هي اللي دايما بنقول عليها "هو الوحيد اللي مريحني"، "شايفين اختكم، اعملوا زيه " بيكون هو المعيار لكل التصرفات الجيدة بالنسبة لنا..

لكن لو انتقلنا وحطينا نفسنا مكان المراهق ده هل الوضع ده صحي بالنسبة له؟؟ بيتعلم منه إيه؟؟ شخص دايما بيحصل على الثناء في كل حتة بيروحها مميز ومختلف بيعدي من أي مشكلة لأنه أصلا مش بيحط نفسه في مشاكل.
طب لما تواجهه مشكلة كبيرة وماعرفش يحلها حايعمل إيه؟؟ للأسف في الغالب بينهار..
طب لما يدخل الكلية ويبدأ يواجه مجتمع أكبر ويكتشف فجأة إن له زملاء متميزين أكتر وانه مش بيحصل على كلمات الإطراء 7000 مرة في اليوم زي ماكان بيحصل قبل كده.. رد فعله حايكون إيه؟؟ ونظرته لنفسه حاتكون إزاي؟؟

غالبا الشخصية دي بتبدأ تجرب فرديتها وتكتشف نفسها الحقيقية - مش القشرة - متأخر شوية وللأسف في الغالب بيكون بشكل حاد وعنيف فالمراهق المثالي اللي كلنا بنحلم بيه حانلاقيه في فترة الكلية مكبر دماغه ومقضيها خروجات ورحلات وفسح ومضيع مذاكرته..

ليه؟؟ لأن المراهق قضيته الكبرى هي اكتشاف فرديته ومعرفة هويته.. أنا مين؟؟ أنا مفيد ولا لأ؟؟ أنا كفء ولا لأ؟؟ أنا إيه حدود قدراتي؟؟ والمخاطرات والسلوكيات المتمردة اللي بيدخل فيها المراهق بيكون هدفها هو الإجابة عن الأسئلة دي..

فنخلي بالنا ان رغبتنا ودفعنا لأولادنا انهم يكونوا "المراهق المثالي" اللي اتكلمنا عليه فوق بيؤدي في النهاية إما لقنبلة موقوتة حاتنقلب على النقيض تماما بس في وقت متأخر أو إنتاج شخصية بتعاني من مشكلات الرغبة في المثالية والكمال واللي بتكون نواة لكثير من الاضطرابات النفسية والسلوكية زي القلق والاكتئاب وغيرها وما أكثرها هذا الأيام؟؟

كده احنا خلصنا الجزء الأول من الفصل الأول والمرة القادمة حانتعرف أكترعلى أولادنا في بقية الفصل الأول، تابعونا...

______________________

لقراءة المقدمة من هنا 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق