الأربعاء، 13 ديسمبر 2017

ترجمة وتلخيص كتاب " التربية الإيجابية للمراهقين" - المقدمة -





كتاب التربية الإيجابية للمراهقين من تأليف Jane Nelsen and Lynn Lott
يقع في 12 فصل ومقدمة وشغلي فيه ليس ترجمة خالصة ولكنها ترجمة وتلخيص لأهم الأفكار التي وردت في كل فصل مع التصرف في بعض الأمثلة التي لا تناسب بيئتنا العربية والإسلامية لتكون أكثر واقعية وأسهل في التطبيق، وخلال الترجمة استعنت بكتاب التربية الإيجابية الرئيسي لتوضيح بعض النقاط أو شرحها بشكل أفضل.
قبل ما نبدأ رحلتنا في أعماق كتاب التربية الإيجابية للمراهقين، حانحتاج اننا نلبس نظارة جديدة نشوف بيها ولادنا بشكل نقى، نظارة شفافة بدون أي خبرات سابقة مزعجة علشان نقدر نساعد نفسنا على فهم أولادنا واحتواءهم..


عايزين نفتكر لما أولادنا دول كانوا صغيرين وبدأوا يمروا بمراحل النمو المختلفة بدابة من محاولات الحبو المستميتة والتمسك بالأشياء للوقوف ومحاولات المشي اللي كانت مرهقة ليهم جدا وخطر عليهم في نفس الوقت ولكن كان لابد منها علشان يكبروا ويدخلوا على مرحلة جديدة..
عايزين نفتكر مع بعض هل كنا بنحميهم من المشي والحبو علشان خطر وهما لسه مش أهل لده؟؟!! ولا كنا بنقف جمبهم ونشجعهم ونسندهم ونمسك إيديهم وحبة حبه نوسع المسافة بينا وبينهم علشان يشعروا بالأمان مع فرصة كافية انهم يمشوا لوحدهم؟؟
طيب لما أولادنا دلوقتي في مرحلة جديدة وكبيرة زي مرحلة المشي بالظبط هل مازلنا بنسلك معاهم مسلك الدعم والتشجيع على التجارب ونسيبلهم مساحة يجربوا ويغلطوا واحنا جمبهم وهما واثقين اننا في ظهرهم وبنسندهم ولا بدأنا نتصرف بطريقة مختلفة؟؟!!
هل مستعدين اننا ناخد بإيدين أولادنا ونعدي المرحلة المرهقة دي "عليهم هما قبل ماتكون علينا" ونفضل أصحاب بعد انتهاءها، ولا حاتنتهي واحنا مرهقين من بعض وكارهين بعض وعلاقتنا مشوهة ومدمرة؟؟!!
طيب الكلام ده جميل بس أولادي اتغيروا، تصرفاتهم بقت غريبة ماكانوش كدة وهما صغيرين أنا حاسة اني باتعامل مع أشخاص غريبة عني وده بيخليني متلخبطة وقلقانة..هل ده طبيعي؟؟
- كل مرحلة عمرية وليها سماتها زي نوبات الغضب في عمر الأربع سنوات، زي العند في عمر الست سنوات وسبع سنوات، نفس الشئ مرحلة المراهقة ليها سمات معينة بتميزها وبتختلف شدتها من شخص لآخر..
فلما تلاقي أولادك صوتهم بيعلى عليك وبيجادلوك في كل حاجة ومش عاجبهم اي حاجة كانوا بيحبوها قبل كدة، شوية فرحانين وطايرين من الفرحة وشوية زعلانين والكآبة والحزن محاوطهم، أصحابهم أهم حاجة في حياتهم وبيقعدوا لوحدهم بالساعات، لما تلاقيهم علطول مرهقين وكسلانين وجسمهم واجعهم وبيناموا كتير، لما يبدأوا يتمردوا على الثوابت والقواعد والعادات والتقاليد وخاصة الدينية والمجتمعية..
لما يحصل كل ده يبقى حانقول مبروك ابنك أو بنتك في عمر المراهقة، في مرحلة الاستعداد للنضج وممارسة سلطات الناضج، تدريب ليهم على أداء أدوارهم المستقبلية بكفاءة، وحايفضلوا يحاولوا يمارسوا ويجربوا الدور ده بشكل إيجابي أو سلبي بموافقتنا او عدمها..
طب حايحتاجوا مننا إيه؟؟
- حايحتاجوا مننا زي أيام تعلم المشي والحبو.. حب ودعم غير مشروط، احترام وثقة متبادلة، قواعد واضحة وحزم في تنفيذها، حرية وعدم تسلط وحاجات تانية حانتعلمها مع بعض خلال رحلتنا في الكتاب.
"بس احنا اتعودنا واتربينا على طريقة مختلفة وسلوكيات اولادنا مستفزة وصعب أوي نتغير"
- أيوة فعلا مش سهل أبدا إني أغير عادة اتأصلت فيا لسنوات من خلال اسلوب تربوي أسري نشأت عليه، أسلوب مجتمعي كامل نشأت فيه بيعتمد على الثواب والعقاب، واكسر للبنت ضلع يطلعلها اربعة وعشرين وإني لازم اتألم واتلام واتهان علشان اتعلم.. أكيد صعب.. لكن ممكن من خلال ثلاث خطوات:
1- اعرف ليه لازم اتغير وإيه اللي حاستفيده من التغيير ده؟؟ يعني حانحسب مع بعض مكاسب التغيير وخسائر عدم التغيير.
2- نتعلم مع بعض أدوات تربوية جديدة أقدر استخدمها مع أولادي وقت اللزوم، تحل محل الأدوات القديمة اللي مش نافعة، زي النجار اللي معاه قطعة خشب غالية عليه جدًا لكن عدته قديمة جدًا، ماينفعش يستخدمها مع قطعة الخشب القيمة دي لأنها حاتبوظها؛ فلازم يجهز عدة جديدة تليق بقيمة الخشب اللي معاه.
3- نشتغل خطوات صغيرة دائمة مستمرة.
.
وطبعا أولًا وآخرًا ودائمًا الاستعانة بالله عزوجل على هداية نفسنا وعلى تربية أولادنا...
إن شاء الله المرة القادمة نبدأ مع بعض تلخيص وترجمة الفصل الأول من كتاب "التربية الإيجابية للمراهقين"

هناك تعليقان (2):