تعليم مهارات الحياكة للأطفال .. المشروع الأول " دب محشو"

قبل انتهاء عامنا الأول في التعليم المنزلي جلست جلسة تأمل لحصر المهارات التي اكتسبها أطفالي خلال عامنا الأول هل هي مرضية وكافية ؟؟ هل اسلوبنا وطريقتنا في التعلم كافية أم لا؟؟
بالنسبة لأنها تجربة جديدة تماما على منزلنا بشكل عام فالنتائج إلى حد كبير كانت مرضية ولكن إذا كانت هناك طريقة أفضل في التعامل مع الأمر وكانت في إمكاني فعلها فلا يمكن تركها والتعلل بأنها السنة الأولى لنا .. وقد وجدت بعض الأخطاء في تعلم المهارات الحياتية وقعنا بها وهي على سبيل المثال:


 العشوائية:
-  فليست هناك خطة واضحة للمهارات التي نريد تعلمها وبالتالي فالأمر متروك للظروف وبالتالي فالكثير من الفرص تضيع لأن الظروف غير مواتية ..
- عدم وجود اسلوب واضح لتعلم المهارات ..
هل سنستخدم طريقة المشروعات أم طريقة الاستكشاف أم هناك طريقة أخرى؟؟ ولماذا سنختار تلك الطريقة هل لأنها أحدث ماتوصلوا إليه أم لأنه أوفر ماديا أم لأنه مناسب لنمط أسرتنا ؟؟
وهكذا فالعشوائية تعددت أشكالها ولكن النتيجة واحدة وهي تضييع الفرص والوقت وناتج اقل من المتوقع ..

وصادف تقييمي لأدائنا هذا العام قرائتي في كتاب لهوارد جاردنر واضع نظرية " الذكاءات المتعددة"  عنوانه "العقل اللامدرسي" وكان يتحدث في فصل من الفصول عن أن الأسلوب التعلمي الأنسب في المرحلة الإبتدائية وخاصة العليا منها هو أسلوب المشروعات وتعلم المهارات المهنية من خلال المشروعات التي لها وقت محدد يتم إنتاج منتج ما خلاله ويتعلم فيها مهارات محددة وواضحة ..
وبالتالي قررت أن أستغل ماتبقى من العام في تطبيق عدة مشروعات بسيطة تعلم مهارات حياتية مهمة وتعيد الحيوية في المنزل بعد أن أطاحت العشوائية بجزء كبير منها ووقع اختيار الأولاد على الحياكة ولحسن الحظ كانت الخامات متوفرة في المنزل فلم أحتج شيئا إلا أن نبحث سويا عن مشروع يفضلونه وكانت البداية مع ابني الأكبر( 10 سنوات ) وقد اختار أن يحيك دبا وكانت خطواته سهلة ومهاراته كثيرة وغنية فقد تعلمنا :
1- شف الباترون على القماش.
2- تعلمنا لضم الخيط في الإبرة .
3- تعلمنا غرزة السراجة.
4- وتعلمنا مهارات الخياطة الامنة.
إلى جانب الكثير من المهارات خلال عملنا في هذا المشروع يصعب حصرها وكتابتها لأنها لاتقاس من مرة واحدة ولكن الحياكة بشكل عام تعلم الدقة والصبر والمثابرة والشعور بالكفاءة والثقة بالنفس.
وأترككم مع بعض الصور التي توضح خطوات العمل

 هذا هو الباترون الذي استخدمناه ولكن الصورة على المدونة جودتها سيئة يمكن البحث عنها على google باسم  teddy bear pattern.

 1- يتم طي القماش إلى طبقتين ثم تثبيت الشكل بعد قصه على القماش بالدبابيس.

 3- نقوم بالرسم حول الصورة على القماش بماركة الخياطة أو أي قلم آخر ولكني فضلت الماركة لأنها لا تترك أثرا ولتعليم الأولاد مصطلحات الخياطة وأدواتها.

4- بعد قص الشكل ونراعي القص بعيدا عن الرسم الأصلي بمسافة مناسبة لمراعاة الخياطة.

 5- قمت برسم خطوط متقطعة يمشي عليها ابني بالإبرة واستخدمت غرزة السراجة لسهولتها وإن كانت ليست مثالية لأن تترك فراغات.

 6- الشكل بعد انتهاء الخياطة.

 7- نترك جزء صغير بدون خياطة لنقلب منه القماش على الوجه الآخر.

 8- نحشي الدب بالفيبر المستخدم في حشو الوسادات ويباع عن المنجدين بسعر بسيط ويمكن الحشو بالرملة أو الأرز ولكن لأننا نخيط يدويا فالخياطة ليست متينة فالفير كان مناسبا أكثر.

 8- بعد الخشو نخيط الجزء المفتوح.

 9- نرسم تفاصيل وجه الدب بقلم مناسب أو يمكن أن نرسمها بالخيط ولكن كان ذلك أسهل على ابني وفي الشروع الثاني الذي قامت به ابنتي فضلت هي ان نرسم تفاصيل الوجه بالخيط سأعرضه عليكم في تدوينة أخرى بإذن الله.

- وفي هذا الموقع الكثير من مشروعات الحياكة الخاصة بالأطفال مدعمة بالخطوات والباترونات اللازمة لكل شكل http://sewtoy.com/easy-projects/

 وأخيرا أحببت أن أوضح الأمر للبعض الذين سيتسائلون
" لماذا يتعلم الفتى الحياكة ؟؟"
ومنطقي في ذلك أن المهارات التي يتعلمها الإنسان من نشاط مثل الحياكة لا تحتاج لفتى أو فتاة ولكنها مفيدة للجميع خاصة وأني أعد أبنائي للتعامل في الحياة بمفردهم فمن أدراني ربما أحتاج أحدهم للسفر والعيش بعيدا عني فماذا سيفعل حينها مع  ملابسه؟؟؟
ربما لم يجد عملا مناسبا في وقت من الأوقات ويحتاج لاستخدام مهارات الحياكة في أن يجد عملا مناسبا له فلماذا يضيع وقتا في تعلم مهارات يمكن تعلمها مبكرا وتختصر عليه الكثير من الوقت في المستقبل.