جلس حسن يفكرفي
قرار تغيير عمله وظل حائرا لا يستطيع حسم أمره، فهو الآن يعمل في عمل مستقر إلى حد
ما ولكن تواجهه عدة تحديات ولذلك عندما عرض عليه فرصة أخرى ظل يفكر بشكل عشوائي.
وعندما اقترب وقت
رده على صاحب العمل الجديد ، تحدث إلى نفسه قائلا: " لقد سئمت عملي القديم ومن
فيه وأريد التغيير لن أخسر شيئا"
وهكذا اتخذ حسن
قرارا مصيريا كهذا بناءا على عواطف وانفعالات محضة فهو قد مارس التفكير فعليا ولكن
بشكل غير فعال فقد أهمل الكثير من المهارات التي كان يمكن استخدامها في موقف كهذا
مثل : الموازنة بين البدائل المختلفة، حساب العواقب وتحليل الواقع ، وغيرها من
المهارات الكثيرة والتي تقود في النهاية إلى تفكير قيم ومن ثم سلوك قيم فكما قلنا
" السلوك مرآة الفكر".
إذن فهل التفكير
المجرد يختلف عن ممارسة التفكير الفعال أو ما يسمى بتطبيق مهارات التفكير؟؟
في الحقيقة هذا
صحيح فكما أن العلوم المختلفة تحتوى على جانب نظري وجانب تطبيقي هكذا التفكير
يحتوي على نشاط ذهني معرفي أولي ومعالجة أولية للمعارف والخبرات ويحتوي على جانب
مهاري تطبيقي وكلما كانت جودة وكفاءة هذا الجانب عالية كلما ارتفعت جودة التفكير
ومدى فاعليته في المواقف الحياتية المختلفة.
فما نفع التفكير
طالما لم يؤد إلى تحسين في الواقع الذي نعيشه ؟؟!!
إذن ماهي تلك
المهارات التي تزيد من كفاءة وفعالية تفكيرنا إذا تعلمناها وتدربنا عليها ؟؟
يمكننا تقسيم
مهارات التفكير بشكل هرمي من الأبسط إلى الأعقد كما يظهر لنا في هذا الشكل
فكما نرى في هذا الشكل فإن
مهاارت التفكير الأساسية تقع في قاعدة الهرم فهي الأساس للبناء الفكري الفعال
والذي نبدأ به مع أنفسنا وأبنائنا ومن خلال دمج مهارات المستوى الأول مع بعضها
ننتقل إلى المستوى الثاني وهي مهارات التفكير المركب ثم نصعد بعد ذلك إلى المستوى
الثالث وهو مهارات التفكير فوق المعرفية أو ما يعرف ب(التفكير في التفكير).
وهكذا فقد أخذنا اليوم
جولة سريعة في مستويات مهارات التفكير وفي المرة القادمة نتعرف على المستوى الأول
بمزيد من التفصيل فانتظروني..