الأربعاء، 22 مارس 2017

سلسلة مهارات التفكير.. "مهارات التفكير .. ضرورة أم رفاهية ؟؟" (1)






في محاضرة من محاضرات مناهج البحث العلمي والتي أحضرها ضمن محاضرات الدراسات العليا المسجلة بها .. تحدثت مع الأستاذة الدكتورة التي تحاضر تلك المادة أثناء عرضي لأحد الأبحاث عن التعليم المنزلي كاتجاه تعليمي جديد بدأ يلقى رواجا من بعض الشرائح في المجتمع ووجدت منها ردا عجيبا متهمة هذا الاتجاه بأنه اتجاه ديني بحت كنوع من التشدد وحاولت أن أوجه النقاش بشكل موضوعي والتطرق للفئات المختلفة التي تلجأ له وشرح أسبابهم وأننا لا يمكن أن نصنف هذا الاتجاه إلا بعد إجراء دراسة واسعة فهذا ما تعلمناه في مادتها بشكل خاص .. إلا أنها ظلت في الإصرار على موقفها فتعجبت حقا كيف يمكن لباحث متخصص في البحث العلمي أن يفكر بتلك الأحادية والتعصب ويصنف الأفكار والأشخاص ولا يتسع صدره لاختلاف وجهات النظر المختلفة لمجرد أنه يجهل هذا الاتجاه أو لأنه رأى نموذجا واحدا وبالتالي حكم على البقية بناءا على هذا النموذج ..




وحينها تساءلت إذا كان هذا حال تفكير بعض أساتذة الجامعات المتخصصون في أساليب التفكير الناقد والعلمي فكيف بالناس البسطاء ؟؟

وتساءلت إذا كانت موقف بسيط كهذا أوضح مشكلات كبيرة في أساليب التفكير فكيف بالمواقف الحياتية والمصيرية مثل التعامل مع الزوج والأبناء واختيار المهنة وغيرها من المواقف التي يتحدد على إثرها مصير الإنسان ؟؟

تساءلت مرة أخرى ما سبب ذلك التشوه الفكري الذي حدث لنا ؟؟وهل يمكن معالجته فينا أو في الأجيال القادمة ؟؟

لا شك أن أفكارنا تؤثر بشكل رئيسي على سلوكياتنا  .. فلو تذكرنا سويا آخر مرة اجتاحتنا نوبة غضب أو غيرة وقمنا بسلوك أحمق كالصراخ أو كسر بعض الأشياء سنجد أن سبب دخولنا في تلك الحالة فكرة ما أثارت مشاعرنا بشدة وجعلتنا نسلك هذا السلوك ، فكيف ستكون سلوكياتنا إذا كانت أفكارنا مريضة أو غير منطقية أو لا تستند على أدلة صحيحة؟؟ ستصبح بلا شك مريضة وغير منطقية " فالسلوك مرآة للفكر" .

فإذا نظرنا في حال أمتنا العربية والإسلامية  نجد تدهورا سلوكيا وأخلاقيا شديدا وهذه السلوكيات مؤشرا قويا ومرآة لتدهور أساليب التفكير الخاطئة لدينا التي اكتسبناها من البيئة والأسرة والمدرسة والمجتمع ككل.

وقد يظن الكثير من الناس أننا لا نحتاج لتعلم التفكير لأنها فطرة فطرنا الله عليها  فمثل ما نأكل ونشرب فنحن نفكر !!
ولكننا هنا لا نتحدث عن التفكير كعملية تلقائية فطرية فجميعنا بالفعل يفكر طالما لدينا عقول ولكن جودة تلك العملية ومهاراتنا في استخدامها هي ما أتحدث عنه .
فعادات ومهاارت التفكير الفعالة والسليمة هي التي يتم تنميتها وتدريسها وتطويرها حتى يستطيع الإنسان مواجهة المواقف والأفكار والتحديات المختلفة وتقييمها والتعامل معها .

فما هي تلك المهارات ؟؟ وكيف يمكننا تعلمها وتعليمها لغيرنا؟؟

هذا ما سنعرفه في المقال القادم بإذن الله ..



هناك تعليقان (2):

  1. مقدمة شيقة لأحد أهم العلوم المعاصرة والذى يساهم بفاعلية فى حل أحد أكبر أزمات العالم الإسلامى وهى (أزمة الفكر) . أتمنى لك التوفيق والسداد فى طرح أساليب التفكير بأسلوب مبسط ومشوق حتى ينتفع به الجميغ .

    ردحذف