الخميس، 14 أبريل 2016

لماذا نعلم أولادنا اللغات ؟؟ سؤال يحتاج إعادة نظر



أثناء بحثي في إحدى المواقع الأجنبية التي تكتبها إحدى الأمهات المسيحيات التي تعلم أبناءها منزليا ( 2 إعدادي، 6 إبتدائي، 2 إبتدائي) استوقفتني بشدة رؤيتها وأهدافها من تعليم أبنائها اللغات الأجنبية فقد أدخلت إلى نظامهم التعليمي تعلم اللغة الفرنسية واليونانية ولغة الماندرين ( هي لغة يتحدث بها عدد كبير من سكان شمال وجنوب الصين) واللغة العربية وقد أحب ابنها اليابانية فأضافتها للقائمة وقد وضعت 6 أهداف من وراء ذلك (اترجمها لهم من المقال الأصلي بتصرف):



1- نحن نحب التعرف على الثقافات المختلفة ،فاللغة ليست مجرد كلمات ولكنها نافذة واسعة نطلع من خلالها على الثقافات الأخرى ونحترمها وقد تعلمنا الكثير عن الثقافات الأخرى من خلال تعلمنا للغاتها.

2- نريد لأطفالنا أن يكون لهم نظرة عالمية ويرون العالم من خلال أعين لاتحدها حدود أو مسافات فتعاليم المسيح  تحث على تقدير حياة جميع البشر بغض النظرعن كونهم يسكنون في بلدة في الجانب الآخر من العالم أو يسكنون في المنزل المجاور لمنزلك وتعلم اللغات يكسر هذه الحدود مؤديا إلى مزيد من الفهم والتقبل.

3- نحن لدينا النية القلبية للبعثات ،فكوننا مسيحيين فلدينا الرغبة لإيصال رسالة المسيح لكل من لم يسمع به من قبل فقد رأينا في جميع البشر الحاجة المشتركة للحرية والتي تدعو إليها رسالة المسيح ، ولذلك فتعلم أطفالي للغات تعطيهم الأداة لمشاركة حبهم للرب مع هؤلاء الناس الذين لم يسمعوا بعظمته من قبل.، وقد اخترنا اللغة العربية والماندرين لأن أكثر الناس تعدادا في العالم يتحدثون هاتين اللغتين.

4-جمال اللغة من حيث تراكيبها وأصواتها ، فعملي كأخصائية تخاطب لمساعدة الأطفال على تعلم كيفية الكلام  كان سببا في انبهاري بعملية تعلم اللغة ، كما كان لي تجربتان في تعلم الأسبانية والألمانية أما الأسبانية فقد كانت تجربة مملة جدا أما الألمانية فقد اعتمدت طريقة التعليم على التواصل ودراسة ثقافة البلد ولذلك تعلمي للألمانية كان أفضل ، لذلك فإحساسي بجمالية اللغات انتقل بالفطرة إلى أبنائي.

5- تعلم اللغة مفيد لوظائف الدماغ ، فتعلم اللغات ساعدني على وضع تحديات لأطفالي، فأنا أؤمن بانه من المفيد جدا أن يواجه الطفل التحديات الفكرية في بعض مجالات دراسته وقد وفر ذلك تعلم الأدب الإنجليزي لأحدأطفالي كما كان تعلم اللغات أحد أصعب التحديات التي واجهت أطفالي وقد وجدت ان ذلك ساعدهم في فهم أفضل وأعمق للغتهم الإنجليزية.

6- لقد أدركت باني لن أتمكن أن أساعد اطفالي على الطلاقة في تلك اللغات ولكني أساعدهم فقط على امتلاك أداة تمكنهم من التواصل مع جزء كبير من العالم وإذا أحبوا فيمكنهم أن ينموا مهاراتهم فيما بعد في مرحلة الجامعة.
إذن فنحن نتعلم أدوات لبناء جسور ، ولفهم الآخرين والتواصل مع جزء كبير من العالم.


لقد استوقفني بشدة هذا المقال اكثر من غيره ووجدت اننا نعاني كمسلمين من وضوح الهدف العام من حياتنا ومن تربية أبنائنا ..
فهل فكرنا بتلك النظرة الشاملة ما الهدف من إنجاب الأطفال بداية ( من الملاحظ في العائلات المسيحية الأجنبية تكثيرهم من النسل حتى اني رأيت أم معلمة منزليا ولديها 8 أبناء !! والهدف كذلك نشر رسالة المسيح) ؟!

هل لدينا تلك الرؤية والمنطلق الدعوي الديني من تعليم أولادنا اللغات والعلوم المختلفة بل والجهر بتلك الرؤية والدعوة إليها دون خجل أو خوف من نعتنا بأي صفة تعصبية ؟!


لن أبكي كثيرا على اللبن المسكوب فليس هذا هو الهدف من المقال ولكنها دعوة لي ولكم لتصحيح نوايانا في تعليم أولادنا سواء كان لغات أجنبية أو علوم دنيوية أودينية ويقيني بأن النية والإخلاص تصلان بالإنسان إلى أبعد مما أراد.

__________________
رابط المقال الأصلي
http://eclectic-homeschool.com/6-reasons-why-we-are-learning-multiple-languages/

هناك تعليقان (2):

  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
    مثالك جاء في وقت جلد ذات و تشتت ... فعلا هدفي تربية اولادي و تهيئتهم ليكونوا مسلمين نافعين يعبدون الله و يحسنون التعامل مع الاخر في سبيل التغيير نحوالافضل... ابدأ بنفسي الضعيفة و اولادي 8 و 3سنوات و ادعو الامهات لذلك...لنصلح انفسنا و نبدأ بالتغيير حتى يغير الله من حالنا و يرفع عنا الذل و الجري المادي و نفسي نفسي السائدة الان.
    الله يقويناو يهدينا للحق و يرزقنا اتباعه و الثبات يارب العرش العظيم.
    جزاك الله خيرا كثيرا مباركا فيه.

    ردحذف
    الردود
    1. اللهم آمين عزيزتي أعانك الله وإيانا على تربية أبناءنا كما يحب ويرضى

      حذف